أثار تصرف السفيرة الموريتانية لدى الاتحاد الإفريقي، خديجة أمبارك فال، موجة من الجدل بعد زغاريدها في ختام خطاب الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، خلال القمة الإفريقية. وبينما انتقد البعض الخطوة، رأى آخرون أنها كانت تعبيراً صادقاً عن الفخر الوطني والاعتزاز بالهوية الثقافية.
زغاريد السفيرة.. احتفاء بالوطن والإنجاز
في المحافل الدولية، كثيراً ما تُعبَّر الدول عن انتمائها بطرق مختلفة، سواء عبر التصفيق الحار أو الهتافات أو حتى اللباس التقليدي. الزغاريد، في السياق الموريتاني والإفريقي، ليست مجرد صوت عفوي، بل هي رمز ثقافي متجذر، يُستخدم للتعبير عن الفرح والفخر والاعتزاز. لذا، فإن قيام السفيرة بهذه البادرة يمكن تفسيره على أنه احتفاء بإنجاز وطنها وفخر بمواقف رئيسها في القمة الإفريقية.
لماذا ليست خروجًا عن الأعراف الدبلوماسية؟
على عكس ما ذهب إليه المنتقدون، لا توجد قاعدة دبلوماسية صارمة تمنع إظهار المشاعر الإيجابية في المؤتمرات الدولية، طالما أنها لا تعطل النظام العام أو تخرق البروتوكول الرسمي. ففي العديد من الفعاليات الدولية، يظهر القادة والمسؤولون دعمهم بطرق مختلفة، كما أن الاتحاد الإفريقي نفسه مؤسسة تحتفي بتنوع الثقافات والتقاليد الإفريقية.
إبراز الهوية الموريتانية في المحافل الدولية
يُنظر إلى تصرف السفيرة كإشارة إلى أن موريتانيا لا تزال متمسكة بجذورها الثقافية والتقليدية، حتى أثناء وجودها في منصات عالمية. ففي عالم العولمة، تحاول الدول إبراز هويتها الخاصة بدلًا من الذوبان في بروتوكولات صارمة قد تفقدها طابعها الفريد. السفيرة لم تقم بأي تصرف مسيء أو محرج، بل استخدمت وسيلة تعبيرية ذات رمزية ثقافية قوية، وهذا يعكس حضور موريتانيا بثقتها وثقافتها دون تردد.
الخاتمة: احتفاء لا انتقاد
بدلًا من انتقاد هذا الفعل، يمكن اعتباره مبادرة شجاعة لكسر الجمود الدبلوماسي بأسلوب مميز يحمل بعدًا ثقافيًا واجتماعيًا إيجابيًا. وبينما يظل الاختلاف في الآراء مشروعًا، لا يمكن إنكار أن زغاريد السفيرة لم تكن مجرد لحظة عابرة، بل رسالة ثقافية بأن موريتانيا حاضرة بهويتها، فخورة بقيادتها، ومتمسكة بتقاليدها.
رئيس تحرير لبراكنة بوست
علي محمد امليويح