تعد آمال سيدي ولد الشيخ عبد الله، ابنة أول رئيس مدني منتخب في موريتانيا، سيدي ولد الشيخ عبد الله، واحدة من أبرز الشخصيات النسائية في الساحة السياسية والإدارية في البلاد. وُلدت في عام 1985، وعاشت طفولة مليئة بالتنقل بين عدة دول، مما أثر بشكل عميق في تكوينها الشخصي والمهني. فقد كانت طفولتها موزعة بين موريتانيا والكويت والنيجر، وهو ما جعلها تنفتح على ثقافات وبيئات اجتماعية متعددة، الأمر الذي ساعدها في تطوير نظرتها العميقة والشاملة تجاه العديد من القضايا.
حصلت آمال على شهادة الدراسات المعمقة في مجال العلوم الاقتصادية من جامعة “ريمس” بفرنسا في عام 2003، تلتها شهادة الدراسات العليا المتخصصة في نفس المجال في عام 2004. كما تتقن اللغات الفرنسية، الإنجليزية، العربية والإسبانية، وهو ما أكسبها قدرة على التواصل الفعال مع العديد من الأطراف على المستوى المحلي والدولي.
رغم أن بدايات آمال في عالم السياسة والإدارة كانت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بشخصية والدها الرئيس الراحل سيدي ولد الشيخ عبد الله، إلا أن آمال سرعان ما بدأت تبني مسيرتها الخاصة بعيدًا عن ظل والدها. ففي الفترة من 2007 إلى 2008، تولت مسؤولية العلاقات مع وسائل الإعلام في الأمانة العامة برئاسة الجمهورية، لكن هذه التجربة انتهت سريعًا بعد الانقلاب الذي أطاح بوالدها من الحكم. ومع ذلك، لعبت آمال دورًا بارزًا في الدفاع عن والدها في الفترة التي تلت الإطاحة به، حيث شغلت منصب ناطقة رسمية باسم مرشح الرئاسيات 2009 مسعود ولد بلخير.
رغم التحديات السياسية التي واجهتها، لم تتوقف آمال عن تطوير مهاراتها والبحث عن فرص جديدة في مسيرتها المهنية. فقد عملت في عدة منظمات دولية، منها اليونيسف ومفوضية حقوق الإنسان، حيث شغلت عدة مناصب متعلقة بالتقييم والمتابعة في قضايا حقوق الإنسان ومحاربة الفقر. كانت لها أيضًا تجربة في مراقبة الانتخابات الدولية في عدة بلدان مثل الجزائر، جزر موريشيوس، تونس، بوركينافاسو، النيجر والكونغو، وهو ما ساعدها في تعزيز قدراتها في مجال الشؤون السياسية والإدارية.
منذ 2018، بدأت آمال تعمل في مكتب الأمين العام لمفوضية الاتحاد الأفريقي، وهو المنصب الذي أتاح لها فرصًا كبيرة للعمل على مشاريع أفريقية ذات طابع تنموي. وفي عام 2022، تم تعيينها مديرة عامة للصندوق الوطني للتضامن الصحي، وهو المنصب الذي أكسبها مزيدًا من الخبرة في مجال الصحة والتنمية الاجتماعية. هذا المنصب يعد تحديًا جديدًا لها، لكنها تمكنت من إثبات جدارتها في هذا الدور بما يتناسب مع تطلعاتها وطموحاتها.
إن آمال سيدي ولد الشيخ عبد الله ليست مجرد ابنة رئيس سابق، بل هي امرأة ذات مسيرة مهنية متميزة، جمعت فيها بين العمل الإداري، السياسي والاجتماعي. قدمت نموذجًا حيًا على قدرة المرأة الموريتانية على النجاح في مجالات متعددة، ورسمت لنفسها مكانة مرموقة في الساحة السياسية والإدارية على مستوى الوطن والقارة. ومع استمرار تحديات الحياة السياسية والمهنية، تبقى آمال واحدة من الأسماء التي يتطلع الموريتانيون إلى رؤيتها تحقق النجاح في مختلف ميادين العمل العام.