حنفي ولد دهاه: مسيرة صحفية مليئة بالتحديات والعدوان المستمر ضد حرية الصحافة

يُعتبر حنفي ولد دهاه واحدًا من أبرز الصحفيين الموريتانيين الذين أثبتوا شجاعتهم ومثابرتهم في مواجهة التحديات التي تعترض طريقهم في مجال الصحافة. فقد خاض رحلة مهنية طويلة مليئة بالمخاطر والصعوبات، لكنه استطاع أن يحفر اسمه في تاريخ الصحافة الموريتانية من خلال مواقفه الجريئة وإصراره على تقديم الحقيقة مهما كانت العواقب.

لم يكن طريق حنفي سهلاً. فقد تعرض للعديد من المضايقات والتهديدات التي استهدفته شخصيًا وعمليًا. في يونيو 2015، أُضرمت النار في سيارته الشخصية، وهو الحادث الذي أضاف إلى معاناته الأمنية. ورغم ذلك، لم يثنه هذا الحادث عن متابعة عمله الصحفي. وبعد سنوات من العمل في ظل بيئة سياسية معقدة، تعرض مجددًا للاعتداء الجسدي في يناير 2025 من قبل رجل الأعمال زين العابدين ولد صدافه، وهو الحادث الذي أثار موجة من الاحتجاجات بين الأوساط الصحفية في موريتانيا.

رغم هذه التجارب القاسية، استمر حنفي في النضال من أجل حرية الصحافة. لم يتوقف عن تقديم الحقائق، بل دأب على تزويد متابعيه بأخبار ذات مصداقية، محاربًا محاولات تكميم الأفواه التي تمارسها الأنظمة القمعية.

بعيدًا عن التحديات التي عاشها، استطاع حنفي أن يُسهم في إحداث تغيير كبير في الساحة الصحفية. فقد جلبت صحيفة “تقدمي” الإلكترونية إلى جمهورها مواضيع حيوية تتعلق بالفساد، والحقوق المدنية، والتحولات الاجتماعية، لتُسهم بذلك في فتح نقاشات موسعة في المجتمع الموريتاني. وعلاوة على ذلك، ساعد حنفي في تشكيل وعي جماهيري حول أهمية حرية الصحافة واستقلاليتها، وهو ما يعكس التزامه بمهنة الصحافة كأداة للتغيير الاجتماعي.

كما أن مسيرته الصحفية شهدت تطورًا مهنيًا مستمرًا، حيث تمكن من بناء شبكة من الصحفيين والإعلاميين الذين يشاطرونه نفس القيم والمبادئ. وُصِفَ حنفي دائمًا بالصحفي الذي لا يخشى قول الحقيقة مهما كان الثمن، وهو ما أكسبه احترام العديد من المتابعين داخل موريتانيا وخارجها.

على الرغم من التحديات الجسيمة التي واجهها، يعتبر حنفي ولد دهاه رمزًا للصحافة المستقلة في موريتانيا. فقد ساعدت مواقفه الصحفية الشجاعة على تعزيز الحرية الإعلامية في البلاد، وهو ما يجعل منه شخصية محورية في الإعلام الموريتاني.

لقد أثبت حنفي ولد دهاه أن الصحافة لا تقتصر على نقل الأخبار فقط، بل هي أداة لتوجيه الرأي العام، والنضال من أجل الحقوق والحريات، ورغم العوائق التي تواجهه، يبقى أحد أبرز المدافعين عن هذه المبادئ في موريتانيا.

الخلاصة

تُعد تجربة حنفي ولد دهاه نموذجًا ملهمًا للمثابرة والإصرار في وجه الصعاب. ورغم ما تعرض له من تهديدات جسدية واعتداءات، فإنه لا يزال مستمرًا في أداء رسالته الصحفية النبيلة. وبفضل هذا التزامه القوي، يظل حنفي واحدًا من أبرز الصحفيين الذين ساهموا في تعزيز الصحافة الحرة في موريتانيا، تاركًا بصمة لن تُنسى في تاريخ الإعلام الوطني.