في خطوة مفاجئة، أعلنت شركة ميتا، مالكة منصات التواصل الاجتماعي الكبرى مثل فيسبوك وإنستغرام، عن تشكيل “غرف حرب” لدراسة تفوق روبوت الدردشة الصيني “ديب سيك” (DeepSeek) على منافسيه في صناعة الذكاء الاصطناعي. يأتي هذا التحرك بعد أن حقق نموذج “DeepSeek R1” نجاحًا كبيرًا وتفوقًا لافتًا على روبوت الدردشة الشهير “شات جي بي تي” من OpenAI، ليصبح التطبيق المجاني الأول على متجر أبل.
يُعتقد أن النموذج الصيني الجديد قد أحدث اضطرابًا في صناعة الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، حيث أدت شعبيته إلى خسائر ضخمة في القيمة السوقية لشركة إنفيديا، المتخصصة في صناعة الرقائق. ومنذ إطلاقه، أثبت “DeepSeek” قدرته على التفوق على “شات جي بي تي” بمستوى أداء متميز، ما دفع شركة ميتا إلى إرسال أربعة فرق خاصة من المهندسين للبحث في أسباب النجاح المفاجئ لشركة “ديب سيك”.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة “ذا إنفورميشن”، تبين أن شركة “ديب سيك”، المدعومة من صندوق التحوط “High-Flyer Capital Management”، قد استثمرت أقل من 6 ملايين دولار في تدريب نموذج “R1″، في حين أن “OpenAI” استثمرت أكثر من 100 مليون دولار في تدريب نموذج “شات جي بي تي”. ويعد هذا التفاوت الكبير في تكلفة التدريب أحد النقاط التي تثير اهتمام ميتا، التي تسعى إلى تقليص تكاليف تطوير ونمذجة الذكاء الاصطناعي في مشاريعها المستقبلية.
ومن المنتظر أن تركز فرق “غرف الحرب” في ميتا على تحليل استراتيجيات “ديب سيك” في خفض التكاليف، والتعرف على بيانات التدريب التي استخدمها النموذج الصيني، فضلًا عن استكشاف طرق لإعادة تصميم بنية نموذج الذكاء الاصطناعي الخاص بشركة ميتا “Llama” للتنافس مع التكنولوجيا الصينية المتقدمة.
وأصبح نموذج “DeepSeek” من أحدث التحديات التي تواجهه ميتا في سعيها للحفاظ على ريادتها في مجال الذكاء الاصطناعي. ويستمر العمل في هذه الفرق الخاصة على أمل تحسين تقنيات “Llama” المنافسة، وسط ترقب للإطلاق المقبل للنموذج الجديد في أوائل 2025.