ما هكذا يخاطب الكرام / سهلة بنت أحمد زايد

إن استهداف أسرة مشهود لها بالعلم والورع، تلك التي طالما كان لها دور بارز في الإنفاق سراً وعلانية، في إصلاح ذات البين، وفي التفاني لخدمة مصالح المسلمين، هو تصرف لا يمكن تبريره أو تقبله بأي حال من الأحوال. إنها جريمة بحق المجتمع والدولة على حد سواء، حيث أن هذه الأسرة، التي يتنزل فعلها في خدمة الدين وتربية الناس على الفضائل، تُستهدف من قبل بعض الأشخاص الذين يسعون لتصفية حساباتهم الشخصية على حساب أعلام الأمة وأهلها.

اللهم إني أبرأ إليك من تجاسر هؤلاء الأشخاص على مقام العارفين بالله وأولياء الأمور الذين رفع الله درجاتهم في الآخرة وذكرهم في الدنيا. إن استهداف هذه الأسرة، ثم استهداف جهة بكاملها كولاية “ترارزة”، بهذه الطريقة التي نراها اليوم، هو فعل مدمر يلحق الضرر بأصحابه قبل أي طرف آخر، ويعكس خطورة التجاسر على مقام من قدّموا لهذه الأمة الكثير في مجالات العلم والتربية والدعوة.

وهذه الأزمة، ببساطة، ليست سوى إحدى لعنات التكنولوجيا التي قد تسهل عمل الشيطان، إذا كان المالك لهذا السلاح الشيطان الأخرس، الذي لا يدرك قيمة توجيه الجهود لخدمة الدين والذب عنه، وتربية الناس على الفضائل وفق قوله تعالى: “وهدوا إلى الطيب من القول” (صدق الله العظيم).

ما قامت به بعض الجهات المعروفة بالنميمة والارتزاق، والمتمثلة في أساليب قذرة وجهوية مقيتة، لا تمثل إلا إساءة بالغة للولاية التي كانت وما زالت شاهدة على العديد من المواقف المشرفة في تاريخ البلاد. تلك الجهات التي تطاولت على ولاية الترارزة بماضيها وحاضرها، بسلفها وخلفها، إنما قامت بجريمة نكراء وظلم عدواني، متناسية أن ما حدث من استهداف هو في الحقيقة تصرف سيادي حكومي لا علاقة له بولاية أو قبيلة أو أسرة بعينها.

وفي الختام، تظل ولاية الترارزة شامخة بشموخ إرث الرئيس المؤسس المختار ولد داداه رحمه الله، وستظل محط فخر واعتزاز لكل الموريتانيين، مهما حاول البعض النيل من تاريخها ومكانتها.