مهرجان مدائن التراث: تعزيز التنمية والحفاظ على الهوية الثقافية للمدن التاريخية

مهرجان مدائن التراث الذي تحتضنه مدينة شنقيط يهدف إلى إحياء التراث الثقافي للمدن التاريخية في موريتانيا، تعزيز هويتها، وتقوية الوحدة الوطنية. في هذا السياق، شهدت النسخة الثالثة عشر للمهرجان العديد من الفعاليات التي تجمع بين الأنشطة التنموية، الثقافية والعلمية، بهدف تعزيز البنية التحتية وتحقيق التنمية المستدامة لهذه المدن.

تم تخصيص ميزانية ضخمة تقدر بحوالي أربعة مليارات أوقية قديمة لمشاريع حيوية تشمل تعزيز التعليم، الصحة، المياه والكهرباء، ودعم النشاطات الاقتصادية، خاصة في مجال السياحة والصناعات التقليدية. كما أدرج المهرجان مكونة تنموية شاملة، تهدف إلى تثبيت السكان في هذه المدن وتحسين مستوى الحياة من خلال إنشاء مشاريع مدرة للدخل، وتوفير فرص العمل.

التزام رئيس الجمهورية بتطوير هذه المدن التاريخية كان واضحًا من خلال تقديم مشاريع تتراوح بين ترميم المنشآت الثقافية، تحسين الخدمات الأساسية، وتعزيز النمو الاقتصادي. كما تم التركيز على التكوين المهني، دعم المرأة عبر التعاونيات النسوية، وحماية البيئة من خلال محاربة التصحر وتثبيت الرمال.

رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني

 

من بين الملامح المهمة للمهرجان هي الندوات العلمية التي عكست الدور الكبير للمدن التاريخية كمراكز للعلم والتعليم، بالإضافة إلى الاحتفاء بمكانتها كأحد الأركان المهمة للتبادل الحضاري. ويمثل المهرجان فرصة لتسليط الضوء على جهود الحفاظ على التراث الثقافي الموريتاني في إطار التنمية المستدامة.

وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، الناطق باسم الحكومة، السيد الحسين ولد مدو

 

علاوة على ذلك، شهد المهرجان حضور شخصيات ثقافية ودبلوماسية بارزة، وأكدت المديرة العامة لليونسكو على أهمية شنقيط ومدن أخرى في سجل التراث العالمي. المهرجان يعد خطوة هامة نحو إحياء الهوية الثقافية، مع التركيز على تطبيق الاستراتيجيات التنموية التي تساهم في الحفاظ على هذه المدن.

المديرة العامة لليونسكو السيدة أودري أوزلاي

 

المهرجان يُعد بمثابة تذكير بالقيمة التاريخية لمدن موريتانيا، ويعكس رؤية الدولة في إيجاد توازن بين الحفاظ على التراث وتطوير الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية لهذه المدن.

 

علي محمد امليويح

رئيس تحرير