الأستاذ الهادي ولد أتويكي: معلم الأجيال وصانع العقول

على مدى عقود من الزمن، وقف الأستاذ الهادي ولد أتويكي داخل الفصول الدراسية، يغرس بذور المعرفة في عقول أجيال متعاقبة. منهم من أصبحوا معلمين وأساتذة، ومنهم مهندسون وقادة في مجالاتهم. تلك الفصول التي شهدت عطائه المتميز، تحمل في طياتها ذكريات تعليمية وإنسانية لا تُنسى، كلها تروي قصة أستاذ صبور، عاشق لمهنته، يعامل تلاميذه كأبنائه.

ما ميّز الأستاذ الهادي ليس فقط إتقانه لمادتي التاريخ والجغرافيا، بل أسلوبه التربوي الفريد في التعامل مع تلاميذه. كان يؤمن بأن احترام الطالب هو السبيل لكسب احترامه، ولذلك حرص دائمًا على التعامل مع طلابه بلطف واحتواء. هذه العلاقة القائمة على الاحترام المتبادل زرعت في نفوس تلاميذه حبّ التعلم والانضباط.

أسلوب تربوي مبتكر

اعتمد الأستاذ الهادي أسلوبًا تربويًا متميزًا، يقوم على التفاعل النشط داخل الفصل. كان يلجأ أثناء الشرح إلى ترك الجمل أو الكلمات ناقصة، في انتظار أن يكملها التلميذ المنتبه. هذه الطريقة لم تكن مجرد أداة لجذب الانتباه، بل كانت وسيلة تربوية تعزز التفكير والتحليل لدى التلاميذ، وتشجعهم على المشاركة الفعالة.

شخصيًا، أدركتُ مدى فعالية هذه الطريقة، حيث كانت تدفعنا إلى التركيز والانخراط في الدرس بشكل أعمق. لم يكن الهدف مجرد استيعاب المعلومة، بل بناء عقلية نقدية قادرة على التفكير والإبداع.

ترقية مستحقة وتقدير لعطائه

نظرًا لعطائه الكبير وكفاءته العالية، تمت ترقية الأستاذ الهادي ولد أتويكي إلى منصب مدير دروس قبل عدة سنوات، وهو تكريم مستحق يعكس حجم التأثير الإيجابي الذي تركه. وبعد ذلك، قبل عامين، تم تعيينه مديرًا لثانوية واد آمور، حيث يواصل حتى اليوم جهوده في تطوير العملية التعليمية والإشراف على تنفيذ المناهج، مع الحفاظ على نهجه التربوي المتميز.

أثره على الأجيال

تأثير الأستاذ الهادي لم يقتصر على الجانب الأكاديمي فقط، بل امتد ليشمل الجوانب الأخلاقية والتربوية. علّمنا قيم الصبر، والاحترام، والاجتهاد، وغرس فينا روح المثابرة وحب الوطن. بفضل توجيهاته، أصبح العديد من طلابه اليوم قادة في مجالاتهم، يردون الجميل لأستاذهم من خلال نقل نفس القيم والمبادئ إلى الأجيال الجديدة.

تكريم مستحق

خلال هذه الأيام، حظي الأستاذ الهادي بتكريم خاص في مدينة الآك، وهو اعتراف مستحق بعطائه الطويل وتأثيره الكبير على الأجيال المتعاقبة. هذا التكريم يعكس مدى تقدير المجتمع له، فالأستاذ الهادي ولد أتويكي ليس مجرد أستاذ، بل رمز للعطاء والإخلاص، وملهِم للأجيال القادمة. إن الحديث عنه هو حديث عن قيم التعليم الحقيقية، تلك التي تجعل من المعلم صانعًا للأجيال وبانيًا للأوطان.

 

بقلم رئيس تحرير لبراكنة بوست

الصحفى: علي محمد امليويح