خطاب وزير الخارجية في افتتاح الدورة العادية45 للمجلس التنفيذي للاتحاد الافريقي

“بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

صاحبة المعالي Shirley Ayorkor Botchweyوزيرة الشؤون الخارجية والتكامل الإقليمي لجمهورية غانا الشقيقة؛

أصحاب المعالي الوزراء أعضاء المجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي؛

صاحب المعالي موسى فقي محمد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي؛

صاحب السعادة Claver Gatete الأمين التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لإفريقيا أصحاب المعالي رؤساء الهيئات والمنظمات الاقتصادية الإقليمية

أصحاب السعادة السفراء أعضاء لجنة الممثلين الدائمين؛

أيها السيدات والسادة.

أود أولا أن انقل اليكم أحر تحيات فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وأخلص تمنياته بكامل التوفيق والنجاح لأشغال اجتماعنا هذا.

أود، في البداية، أن أشكر جمهورية غانا الشقيقة، حكومة وشعبا، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الإفريقية الأصيلة التي حظينا بها منذ وصولنا لهذا البلد العزيز، وعلى دقة التنظيم ومستوى الترتيبات المتخذة ضمانا لإنجاح أشغال هذه الدورة.

كما أهنئ رئيس المفوضية صاحب المعالي موسى فقي محمد وطاقمه الموقر على إدارتهم لمنظمتنا وجهدهم الدؤوب لوضع قراراتها وخياراتها في حيز التنفيذ.

وليس يفوتني، كذلك أن أغتنم الفرصة لأشكر لجنة الممثلين الدائمين على العمل القيم والجهود الكبيرة التي بذلوها من أجل التحضير الجيد لهذا الاجتماع.

أصحاب المعالي والسعادة أيها السادة والسيدات

تنعقد الدورة العادية الخامسة والأربعين للمجلس التنفيذي للاتحاد بعد اكتمال الخطة العشرية الأولى في إطار أجندة 2063، وهي مناسبة للتعبير عن اعتزازنا بما حققه الاتحاد في ظروف دولية غير مواتية، خيمت عليها – في السنوات الأخيرة خصوصا – جائحة كوفيد والحرب في أوكرانيا والكوارث البيئية وتداعياتها الاقتصادية الاجتماعية والأمنية، وهي بالقدر ذاته فرصة يجب انتهازها للمضي قدما في تحقيق أجندة الاتحاد بسواعد أبناء إفريقيا البررة وبالتعاون الوثيق مع شركائه من هيئات ومنظمات إقليمية ودولية.

وأود في هذا السياق أن أشيد بالآفاق الواعدة التي فتحتها مشاركة الاتحاد في قمة الدول السبع الصناعية الكبرى وفي القمة الإفريقية الكورية، وكذا التحضيرات الجارية للمشاركة الأولى، بصفة عضو، في قمة العشرين. وإن هذه الآفاق، منظورا إليها من زاوية النتائج التي تمخضت عنها قمة الأسمدة والأرض واجتماعات المجلس التنفيذي (وخصوصا في الدورة الاستثنائية الماضية التي شكلت دفعا لمسار الإصلاح) لتمثلُل مؤشرا ملموسا على مدى الإرادة وطاقة الفعل التي يستهل بها اتحادنا هذه العشرية الجديدة، لنجعل من قارتنا، في خضم التحديات الأمنية والسياسية الاقتصادية والبيئية، واحة أمن واستقرار وتكامل وازدهار، تَبني على أساس مكين من أصالتها وهويتها الحضارية نموذجا فريدا في الحكم الرشيد واحترام حقوق الإنسان، وتضطلع، على صعيد العالم، بدورها، كاملا غير منقوص، في مصائر البشرية وخدمة قضاياها الكبرى.

ولذلك فإننا في اجتماعنا اليوم سنخطو، على بركة الله، خطوات واثقة على طريق هذا الطموح، بوضع لبنات هامة في الصرح الإفريقي المأمول، من خلال الإجراءات والقرارات التي ستتخذونها، وفي مقدمتها، دون شك، اعتماد هيكلة الوكالة الإنسانية الإفريقية ومركز التميز الإفريقي للأسواق الشاملة وميزانيتيهما، ووضعية صندوق السلام الإفريقي لتمكين هذه الهيئات من البدء، دون تأخير، في مواجهة القضايا والأزمات الإنسانية المنتشرة في مختلف ربوع القارة نتيجة للهجرة والنزوح الداخلي والحروب والتغيرات المناخية.

أشكركم وأعلن على بركة الله افتتاح الدورة العادية الخامسة والأربعين للمجلس التنفيذي”.